إنتفاضة الوعي
أحسن الظن ( وأكثر الظن حسن ) بأن الصراع بين العقل والواجب صراع أزلي قديم تحكمه قواعد . وفطرة إنسانية فطر الله سبحانه وتعالى الإنسان عليها .
وقبل التطرق لهذه القواعد أريد أن أوضح مفهوم الصراع بين العقل والواجب ( العاطفة ) .وهو : صراع بين العقل والعاطفة أيهما صاحب القرار والاختيار في تحديد السلوك البشرى وتوجيهه إلى الخير أو الشر
وهو ما يترتب عليه بعد ذلك الصواب والخطأ والثواب والعقاب .
ولمفهوم الصراع مراحل التدرج فيها أمر منطقي . حيث أن الصراع هنا بين جزئين من كلٍ واحد . فالعقل جزء والواجب ( العاطفة ) جزء .
وهما مكونان لنفس بشرية واحدة . ثم يأتي صراع في المرحلة التالية
ليتأجج ويصبح طرفاه الإنسان . ثم ينتقل إلى صراع الجماعات .
والصراع القائم هنا بمراحله لا نستطيع أن نطفئ سعيره إلا بالتوحد .
والتوحد بداية لا يتم إلا بين الأجزاء المتجانسة المتقاربة حتى تكتمل
النواة . ولإتحاد الأجزاء واكتمال النواة لا بد من حسم الصراع في أولى مراحله ( الصراع بين العقل والعاطفة ) حيث أن حسم الصراع في هذه المرحلة هو المؤشر الحقيقي للاتجاه نحو التوحد أو الاتجاه نحو الانقسام ويرى كثيرون وأنا منهم أن الأمر محسوم لصالح العقل لأن الاستدلال العقلي أصوب وأدق من الحواس ( السمع – الإبصار – الشم - التذوق – اللمس ) .
والغرائز ( الجوع – العطش – الجنس ) في الحكم على الأمور وفحص الأشياء والوصول من مرحلة الظن إلى مرحلة اليقين .
لأن الحواس والغرائز مكونان للعاطفة وإعمال الفكر والتأمل والتدبر مكونات الاستدلال عن طريق العقل وقد أثبتت التجربة أن العقل هو صاحب القرار في تحديد السلوك البشرى وتوجيهه كما انه الضمانة الوحيدة لأن ينعم الإنسان ويحيى حياة كريمة .
